معهم ، لا يفارقهم ولا يفارقونه حتى ، يردوا علي الحوض» (١).
* س ٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٩)) [سورة الصف : ٩]؟!
الجواب / قال أبو بصير : سألت أبا عبد الله عليهالسلام ، عن قول الله عزوجل في كتابه : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ، فقال : «والله ما نزل تأويلها بعد».
قلت : جعلت فداك ، ومتى ينزل تأويلها ، قال : «حين يقوم القائم إن شاء الله تعالى ، فإذا خرج القائم عليهالسلام لم يبق كافر أو مشرك إلا كره خروجه حتى لو أن كافرا أو مشركا في بطن صخرة لقالت الصخرة : يا مؤمن ، في بطني كافر أو مشرك فاقتله ، فيجيئه فيقتله» (٢).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) أظهر ذلك بعد؟ كلا ـ والذي نفسي بيده ـ حتى لا تبقى قرية إلا ونودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، بكرة وعشيا» (٣).
وقال ابن عباس : لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة إلا صار إلى الإسلام ، حتى تأمن الشاة والذئب والبقرة والأسد والإنسان والحية ، [و] حتى لا تقرض فأرة جرابا ، وحتى توضع الجزية ، ويكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، وهو قوله تعالى : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) وذلك يكون عند قيام القائم عليهالسلام (٤).
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٦٨٧ ، ح ٦.
(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٦٨٨ ، ح ٧.
(٣) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٦٨٩ ، ح ٨.
(٤) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٦٨٩ ، ح ٩.