بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ) ، وأهلك قوم ثمود بصيحة سماوية عظيمة ، كما جاء في الآية (٥) من سورة الحاقة أيضا : (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) ، والآية (٥٥) من سورة الزخرف تنقل صورة هلاك قوم فرعون : (فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ).
* س ٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (١٤)) [سورة الفجر : ١٤]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) أي حافظ قائم على كلّ ظالم (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أخبر في الروح الأمين أن الله لا إله غيره ، إذا وقف الخلائق وجمع الأولين والآخرين ، أتى بجهنم تقاد بألف زمام ، أخذ بكل زمام مائة ألف ملف من الغلاظ الشداد ، ولها هدّة (٢) وتحطم وزفير وشهيق ، وإنها لتزفر الزفرة ، فلو لا أن الله عزوجل أخرها إلى الحساب لأهلكت الجميع ، ثم يخرج منها عنق يحيط بالخلائق ، البر منهم والفاجر ، فما خلق الله عبدا من عباده ، ملك ولا نبي إلا وينادي : يا رب نفسي نفسي ، وأنت تقول : يا رب أمتي أمتي ، ثم يوضع عليها صراط أدق من الشعر ، وأحدّ من السيف ، عليه ثلاث قناطر : الأولى عليها الأمانة والرّحم ، والثانية عليها الصلاة ، والثالثة عليها رب العالمين لا إله غيره ، فيكلّفون الممر عليها ، فتحبسهم الأمانة والرحم ، فإن نجوا منها حبستهم الصلاة ، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين جلّ ذكره ، وهو قوله تبارك وتعالى : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤١٩.
(٢) الهدة : صوت شديد تسمعه من سقوط ركن أو حائط أو ناحية جبل. «لسان العرب : ج ٣ ، ص ٤٣٢».