مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ) أي وينصرون دين الله (وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) في الحقيقة عند الله العظيم والمنزلة عنده (١).
* س ٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)) [سورة الحشر : ٩]؟!
الجواب / ١ ـ قال الشيخ الطبرسي : ثم ثنى سبحانه بوصف الأنصار ومدحهم ، حتى طابت أنفسهم عن الفيء فقال : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ) يعني المدينة ، وهي دار الهجرة تبوأها الأنصار قبل المهاجرين. وتقدير الآية : والذين تبوأوا الدار من قبلهم (وَالْإِيمانَ) لأن الأنصار لم يؤمنوا قبل المهاجرين ، وعطف الإيمان على الدار في الظاهر ، لا في المعنى ، لأن الإيمان ليس بمكان يتبوأ والتقدير : وآثروا الإيمان. وقيل : (مِنْ قَبْلِهِمْ) أي من قبل قدوم المهاجرين عليهم. وقيل : معناه قبل إيمان المهاجرين ، والمراد به أصحاب ليلة العقبة ، وهم سبعون رجلا ، بايعوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على حرب الأبيض والأحمر ، (يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ) ، لأنهم أحسنوا إلى المهاجرين ، وأسكنوهم دورهم ، وأشركوهم في أموالهم (وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا) أي لا يجدون في قلوبهم حسدا وحزازة وغيظا مما أعطي المهاجرون دونهم ، من مال بني النضير (٢).
٢ ـ قال سماعة : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الرجل ليس عنده إلا قوت يومه ، أيعطف من عنده قوت يومه على من ليس عنده شيء ويعطف من عنده قوت شهر على من دونه ، والسنة على نحو ذلك ، أم ذلك كله الكفاف
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٤٣٢.
(٢) مجمع البيان : ج ٩ ، ص ٤٣٣.