* س ٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (٥) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (٨)) [سورة الانفطار : ١ ـ ٨]؟!
الجواب / ١ ـ قال الشيخ الطوسي (رحمهالله تعالى) : هذا خطاب من الله تعالى للمكلفين من عباده ، وفيه تهديد ووعيد فإنه يقول (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) يعني انشقت ، فالانفطار انقطاع الشيء ، من الجهات مثل تفطر ، ومنه الفطير قطع العجين قبل بلوغه بما هو مناف لاستوائه ، فطره يفطره إذا أوجده بما هو لقطع ما يصد عنه ، والانفطار والانشقاق والانصداع واحد. وقوله (وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) معناه إذا النجوم تساقطت وتواقعت ، فالانتثار تساقط الشيء من الجهات (١).
٢ ـ قال علي بن إبراهيم ، قال الصادق عليهالسلام : في قوله تعالى : (وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ) ، قال : تتحول نيرانا (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) قال : تنشق فيخرج الناس منها (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) أي ما عملت من خير وشر ، ثم خاطب الناس (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) أي ليس فيك اعوجاج (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) ، قال : لو شاء ركبك على غير هذه الصورة (٢).
__________________
(١) التبيان : ج ١٠ ، ص ٢٩٠.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٠٩.