زرارة ، إنني أقول ما شاء الله ، وأنت لا تقول ما شاء الله ، أما إنك إن كبرت رجعت وتحللت عنك عقدك» (١).
وقال الحسين بن نعيم الصحاف : سألت الصادق عليهالسلام عن قوله : (فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) ، فقال : «عرف الله عزوجل إيمانهم بولايتنا وكفرهم بتركها يوم أخذ عليهم الميثاق وهم في عالم الذر وفي صلب آدم عليهالسلام» (٢).
وقال علي بن إبراهيم : هذه [الآية] خاصة في المؤمنين والكافرين (٣).
* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣) يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٤) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٥)) [سورة التغابن : ٣ ـ ٥]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : ثم قال : (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) بمعنى اخترعهما وأنشأهما (بِالْحَقِ) أي للحق وهو أنه خلق العقلاء تعريضا لهم للثواب العظيم ، وما عداهم خلق تبعا لهم لما فيه من اللطف ، وهذا الغرض لا يتأتى إلا على مذهب العدل ، وأما على مذهب الجبر فلا. (وَصَوَّرَكُمْ) متوجه إلى البشر كلهم (فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) معناه من الحسن الذي يقتضيه العقل لا في قبول الطبع له عند رؤيته ، لأن فيهم من ليس بهذه الصفة. وقال قوم : لا بل هو من تقبل الطبع لأنه إذا قيل : حسن الصورة لا يفهم منه إلا تقبل الطبع ، وسبيله كسبيل قوله (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ
__________________
(١) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٩٥ ، ح ٢.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٧١.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٧١.