الذين صدقوا وآمنوا بالله عزوجل ووحدوه ، يريد لا إله إلا الله (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) يريد ما لا عين رأت ولا أذن سمعت (ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ) ، يريد فازوا بالجنة وأمنوا العقاب (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ) يا محمد (لَشَدِيدٌ) إذا أخذ الجبابرة والظلمة والكفار ، كقوله في سورة هود : (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)(١).
(إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ) ، يريد الخلق ، ثم أماتهم ثم يعيدهم بعد الموت أيضا
(وَهُوَ الْغَفُورُ) يريد لأوليائه وأهل طاعته ، (الْوَدُودُ) كما يود أحدكم أخاه وصاحبه بالبشرى والمحبة (٢).
ثم قال علي بن إبراهيم ، وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام : «قوله : (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) فهو الله الكريم المجيد» (٣).
* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (١٦) هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (١٧) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (١٨) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (١٩) وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (٢٠) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١)) [سورة البروج : ١٦ ـ ٢١]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) لا يعجزه شيء طلبه ، ولا يمتنع منه شيء أراده ... وقيل : لما يريد من الإبداء والإعادة. ثم ذكر سبحانه خبر الجموع الكافرة فقال : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ) الذين تجندوا على أنبياء الله أي : هل بلغك أخبارهم. وقيل : أراد قد أتاك. ثم بين سبحانه أصحاب الجنود فقال : (فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ) والمعنى تذكر يا محمد حديثهم ، تذكر معتبر ، كيف كذبوا أنبياء الله ، وكيف نزل بهم العذاب ، وكيف صبر
__________________
(١) هود : ١٠٢.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤١٤.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤١٤.