بإذنه ، فهو قوله عزوجل : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً)(١).
وقال الشيخ الطبرسي : (إِنَّ هذا) يعني ما وصف من النعيم وأنواع الملاذ (كانَ لَكُمْ جَزاءً) أي مكافأة على أعمالكم الحسنة ، وطاعتكم المبرورة. (وَكانَ سَعْيُكُمْ) في مرضاة الله ، وقيامكم بما أمركم الله به (مَشْكُوراً) أي مقبولا مرضيا جوزيتم عليه ، فكأنه شكر لكم فعلكم (٢).
* س ٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً (٢٣) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (٢٤) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٢٥) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (٢٦) إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (٢٧) نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً (٢٨)) [سورة الإنسان : ٢٣ ـ ٢٨]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ثم أخبر سبحانه عن نفسه فقال : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) فيه شرف وتعظيم لك. وقيل : معناه فصلناه في الإنزال آية بعد آية ، ولم ننزله جملة واحدة ، (فَاصْبِرْ) يا محمد على ما أمرتك به من تحمل أعباء الرسالة (لِحُكْمِ رَبِّكَ) أن تبلغ الكتاب ، وتعمل به. وقيل : إنه أمر لنبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم بالصبر ، وإن كذب فيما أتى به ، ووعيد لمن كذبه. (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ) أي من مشركي مكة (آثِماً) يعني عتبة بن ربيعة (أَوْ كَفُوراً) يعني الوليد بن المغيرة ، فإنهما قالا له : ارجع عن هذا الأمر ، ونحن نرضيك بالمال والتزويج ، وقيل : الكفور أبو جهل ، نهى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الصلاة ، وقال : لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن عنقه فنزلت الآية. وقيل : إن ذلك عام في كل عاص فاسق وكافر منهم أي من الناس ، أي لا تطع من يدعوك إلى إثم أو كفر. وهذا أولى لزيادة الفائدة ، وعدم التكرير. (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) أي أقبل على شأنك من ذكر الله ، والدعاء إليه ،
__________________
(١) معاني الأخبار : ص ٢١٠ ، ح ١.
(٢) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٢٢٣.