سأخبرك عنهم ، إن الله بعث رجلا حبشيا نبيا ، وهم حبشة ، فكذبوه ، فقاتلهم فقتلوا أصحابه ، وأسروه وأسروا أصحابه ، ثم بنوا له حيرا (١) ، ثم ملؤوه نارا ، ثم جمعوا الناس فقالوا : من كان على ديننا وأمرنا فليعتزل ، ومن كان على دين هؤلاء فليرم نفسه في النار معه ، فجعل أصحابه يتهافتون في النار ، فجاءت امرأة معها صبيّ لها ابن شهر ، فلما هجمت على النار هابت ورقت على ابنها ، فناداها الصبي : لا تهابي وارميني ونفسك في النار ، فإن هذا والله في الله قليل ، فرمت بنفسها في النار وصبيها ، وكان ممن تكلم في المهد» (٢).
وقال ميثم التمّار : سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام ، وذكر أصحاب الأخدود ، فقال : «كانوا عشرة ، وعلى مثالهم عشرة يقتلون في هذا السوق» (٣).
* س ٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (١١) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (١٢) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (١٣) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥)) [سورة البروج : ١١ ـ ١٥]؟!
الجواب / قال صباح الأزرق : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول في قول الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : «هو أمير المؤمنين عليهالسلام وشيعته» (٤).
وقال علي بن إبراهيم القمي : قال ابن عباس : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) يريد
__________________
(١) الحير : شبه الحظيرة أو الحمى. «المعجم الوسيط : ج ١ ، ص ٢١١».
(٢) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٧٠٦.
(٣) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٧٠٧.
(٤) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٧٨٤ ، ح ٣.