عليهم النار ، قوله تعالى : (نَزَّاعَةً لِلشَّوى) قال : تنزع عينيه وتسود وجهه (تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى) ، قال : تجره إليها (وَجَمَعَ فَأَوْعى) أي جمع مالا ودفنه ووعاه ولم ينفقه في سبيل الله ، وقوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً) أي حريصا (إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً) ، قال : الشر : هو الفقر والفاقة (وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) ، قال : الغناء والسعة (١).
* س ٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (٢٢) الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (٢٣)) [سورة المعارج : ٢٢ ـ ٢٣]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام : «ثم استثنى فقال : (إِلَّا الْمُصَلِّينَ) فوصفهم بأحسن أعمالهم (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) يقول : إذا فرض على نفسه شيئا من النوافل دام عليه» (٢).
وعن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الماضي عليهالسلام في قوله عزوجل : (إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) ، قال : «أولئك والله أصحاب الخمسين من شيعتنا» قال : قلت : (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ)(٣)؟ قال : «أولئك أصحاب الخمس [صلوات] من شيعتنا» قال : قلت : (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ)(٤)؟ قال : «هم والله من شيعتنا» (٥).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : لا يصلي الرجل نافلة في وقت فريضة إلا من عذر ، ولكن يقضي بعد ذلك إذا أمكنه القضاء ، قال الله تعالى : (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) الذين يقضون ما فاتهم من الليل بالنهار ، وما فاتهم
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٨٦.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٨٦.
(٣) المؤمنون : ٩.
(٤) الواقعة : ٢٧.
(٥) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٧٢٤ ، ح ٤.