وبناء على ذلك فإن المراد من الجهاد ضد المنافقين إنما هو توبيخهم وإنذارهم وتحذيرهم ، بل وتهديدهم وفضحهم ، أو التأليف بين قلوبهم في بعض الأحيان. فللجهاد معنى واسع يشمل جميع ذلك. والتعبير ب (اغْلُظْ عَلَيْهِمْ) إشارة إلى معاملتهم بخشونة وفضحهم وتهديدهم وما إلى ذلك.
* س ٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (١٠) وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١١) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (١٢)) [سورة التّحريم : ١٠ ـ ١٢]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : ضرب الله سبحانه لعائشة وحفصة إذ تظاهرتا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأفشتا سره» (١).
وقال زرارة : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : ما تقول في مناكحة الناس ، فإني قد بلغت ما ترى وما تزوّجت قطّ؟ قال : «وما يمنعك من ذلك؟». قلت : ما يمنعني إلا أني أخشى أن لا يكون يحل لي مناكحتهم ، فما تأمرني؟
فقال : «وكيف تصنع وأنت شاب أتصبر؟». قلت : أتخذ الجواري. قال : «فهات بما تستحلّ الجواري ، أخبرني؟»
فقلت : إنّ الأمة ليست بمنزلة الحرّة ، إن رابتني الأمة بشيء بعتها أو اعتزلتها.
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٧٠٠ ، ح ٧.