بإخلاص المخلص ، ونفاق المنافق فإن شئتم فأظهروا القول ، وإن شئتم فأبطنوه فإنه عليم بضمائر القلوب ، ومن علم إضمار القلب علم إسرار القول (١).
* س ٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٤)) [سورة الملك : ١٤]؟!
الجواب / قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام : «إنما سمي الله بالعلم لغير علم حادث علم به الأشياء ، واستعان به على حفظ ما يستقبل من أمره ، والرويّة فيما يخلق [من خلقه] وبعينه ما مضى مما أفنى من خلقه مما لو لم يحضره ذلك العلم ويعنه كان جاهلا ضعيفا ، كما أنا رأينا علماء الخلق إنما سمّوا بالعلم لعلم حادث إذ كانوا قبله جهلة ، وربما فارقهم العلم بالأشياء ، فصاروا إلى الجهل ، وإنما سمي الله عالما لأنه لا يجهل شيئا ، وقد جمع الخالق والمخلوق [اسم العلم] واختلف المعنى على ما رأيت.
وأما اللطيف فليس على قلّة وقضافة (٢) وصغر ، ولكن ذلك على النّفاذ في الأشياء ، والامتناع من أن يدرك ، كقولك : لطف عن هذا الأمر ، ولطف فلان في مذهبه ، وقوله يخبرك أنه غمض فبهر العقل ، وفات الطلب ، وعاد متعمقا متلطفا لا يدركه الوهم ، فهكذا لطف ربنا ، تبارك وتعالى عن أن يدرك بحد أو يحد بوصف ، واللطافة منا الصغر والقلة ، فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.
وأما الخبير فالذي لا يعزب عنه شيء ، ولا يفوته شيء ، ليس للتجربة ولا للاعتبار بالأشياء فتفيده التجربة والاعتبار علما لولاهما ما علم ، لأن من
__________________
(١) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٧٥ ـ ٧٦.
(٢) القضافة : قلة اللحم. «لسان العرب : ج ٩ ، ص ٢٨٤».