قال بعض المفسرين : إن (خاطىء) تقال للشخص الذي يرتكب خطأ عمدا ، أما (المخطىء) فتطلق على من ارتكب خطأ بصورة مطلقة (عمدا وسهوا) ، وبناء على ما تقدم فإن طعام أهل جهنم خاص للأشخاص الذين سلكوا درب الشرك والكفر والبخل والطغيان تمردا وعصيانا وعمدا ، واختاروا طريقهم هذا بوعي تام وذلك لما مارسوه من عمل قبيح وفعل يغضب الله تعالى.
* س ١٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (٣٨) وَما لا تُبْصِرُونَ (٣٩)) [سورة الحاقّة : ٣٨ ـ ٣٩]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ثم أكد سبحانه ما تقدم فقال : (فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ) قيل فيه وجوه أحدها : أن يكون قوله (لا) ردا لكلام المشركين ، فكأنه قال : ليس الأمر كما يقول المشركون أقسم بالأشياء كلها ما يبصر منها ، وما لا يبصر ، ويدخل فيها جميع المكونات (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) يعني محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وثانيها : إن (لا) مزيدة مؤكدة والتقدير : فأقسم بما ترون ، وما لا ترون.
وثالثها : إنه نفي للقسم ومعناه لا يحتاج إلى القسم لوضوح الأمر في أنه رسول كريم ، فإنه أظهر من أن يحتاج في إثباته إلى قسم.
ورابعها : إنه كقول القائل : لا والله لا أفعل ذلك ، ولا والله لأفعلن ذلك. وقال الجبائي : إنما أراد أنه لا يقسم بالأشياء المخلوقات ، ما يرى وما لا يرى ، وإنما أقسم بربها ، لأن القسم لا يجوز إلا بالله (١).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ١١٣.