ركب فيها من بدائع الحكمة ، وعجائب الصنعة الدالة على أنه قادر ، عالم ، حي ، قديم ، سميع ، بصير ، حكيم ، لا يشبه شيئا ، ولا يشبهه شيء. وإنما قال مرة سبح ، ومرة يسبح ، إشارة إلى دوام تنزيهه في الماضي والمستقبل (الْمَلِكِ) أي القادر على تصريف الأشياء (الْقُدُّوسِ) أي المستحق للتعظيم ، الطاهر عن كل نقص (الْعَزِيزِ) القادر الذي لا يمتنع عليه شيء (الْحَكِيمِ) العالم الذي يضع الأشياء موضعها (١).
* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢)) [سورة الجمعة : ٢]؟!
الجواب / قال جعفر بن محمد الصّوفي : سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهماالسلام ، فقلت : يا بن رسول الله ، لم سمي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الأمّي؟ فقال : «ما يقول الناس؟»
قلت : يزعمون أنه إنما سمي الأمّي لأنه لم يحسن أن يكتب. فقال عليهالسلام : «كذبوا عليهم لعنة الله ، أنى ذلك والله يقول في محكم كتابه : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) فكيف كان يعلمهم ما لم يحسن؟ والله لقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقرأ ويكتب باثنين ـ أو قال : بثلاثة ـ وسبعين لسانا ، وإنما سمي الأمي لأنه كان من أهل مكة ، ومكة من أمهات القرى ، وذلك قول الله عزوجل : (وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها) (٢)» (٣).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٦.
(٢) الأنعام : ٩٢.
(٣) علل الشرائع : ص ١٢٤ ، ح ١.