قوله : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ) ، قال : «يعلم ما صنع ، وإن اعتذر» (١).
وقال عمر بن يزيد : إني لأتعشى عند أبي عبد الله عليهالسلام ، إذ تلا هذه الآية (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ) : «يا أبا حفص ، ما صنع الإنسان أن يتقرب إلى الله عزوجل بخلاف ما يعلم الله تعالى؟ إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقول : من أسرّ سريرة رداه الله رداءها ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر» (٢).
وقال محمد بن ياسين : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «ما ينفع العبد يظهر حسنا ويسر سيئا ، أليس إذا رجع إلى نفسه علم أنه ليس كذلك؟ والله تعالى يقول : (بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) إنّ السريرة إذا صلحت قويت العلانية» (٣).
* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (١٩) كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (٢٠) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (٢١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (٢٣)) [سورة القيامة : ١٦ ـ ٢٣]؟!
الجواب / أقول : قوله تعالى : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) : لهذه الآية أقوال متعددة للمفسرين نذكر منها التفسير المشهور الذي نقل عن ابن عباس في كتب الحديث ، وهو أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا نزل عليه الوحي ليقرأ عليه القرآن ، تعجل بقراءته ليحفظه وذلك لحبه الشديد للقرآن ، فنهاه الله عن ذلك وقال : (إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ). وهناك تفسير سنرده في تفسير الآيات (٣١ ـ ٤٠)
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٩٧.
(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٢٢٣ ، ح ٦.
(٣) أمالي المفيد : ص ٢١٤ ، ح ٦.