وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في قوله تعالى : (وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ) : «قصر من لؤلؤ في الجنة ، في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء ، في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء ، في كل بيت سبعون سريرا ، على كل سرير سبعون فراشا من كل لون ، على كل فراش امرأة من الحور العين ، في كل بيت سبعون مائدة ، على كل مائدة سبعون لونا من الطعام ، في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة ، قال : فيعطى المؤمن من القوة ما يأتي بها كل غداة واحدة إلى أن يأتي على ذلك كله في ساعة واحدة» (١).
أقول : ولهذا فإنه سبحانه يبارك للمؤمنين تجارتهم العظيمة هذه ، ويزف لهم البشرى بقوله : (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).
* س ١٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ (١٤)) [سورة الصف : ١٤]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ) ، قال : التي كفرت هي التي قتلت شبيه عيسى عليهالسلام وصلبته ، والتي آمنت هي التي قبلت شبيه عيسى عليهالسلام حتى لا يقتل. فقتلت الطائفة التي قتلته وصلبته ، وهو قوله تعالى : (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ)(٢).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «إن حواريي عيسى عليهالسلام كانوا شيعته ، وإن شيعتنا حواريونا وما كان حواريو عيسى بأطوع له من حواريينا لنا ، وإنما قال
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٦٩٠ ، ح ١٢.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٦٦.