إلى قوله تعالى : (وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)(١) ففضح الله عبد الله بن أبي (٢).
وقال أبان بن عثمان : سار رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوما وليلة من الغد حتى ارتفع الضحى ، فنزل ونزل الناس ، فرموا بأنفسهم نياما ، وإنما أراد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يكف الناس عن الكلام ، قال : وإن ولد عبد الله بن أبي أتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله ، إن كنت عزمت على قتله فمرني أكون أنا الذي أحمل إليك رأسه ، فو الله لقد علمت الخزرج والأوس أني أبرّهم ولدا بوالدي ، فإني أخاف أن تأمر غيري فيقتله ، فلا تطيب نفسي أن أنظر إلى قاتل أبي فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «بل نحسن صحبته ما دام معنا» (٣).
* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٤) وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (٥)) [سورة المنافقون : ٤ ـ ٥]؟!
الجواب / ١ ـ أقول : توضح هذه الآية علامات المنافقين بشكل أكثر وضوحا ، إذ يقول تعالى : (وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ) فهم يتمتعون بظواهر جميلة وأجسام لطيفة.
(وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ) لأنه ينطوي على شيء من التحسين والعذوبة.
__________________
(١) المنافقون : ١ ـ ٨.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٦٨.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٧٠.