قال محمد بن مسلم : سئل أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام ، عن قول الله عزوجل : (وَقِيلَ مَنْ راقٍ) ، قال : «ذلك قول ابن آدم إذا حضره الموت قال : هل من طبيب ، هل من دافع؟ (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ) يعني فراق الأهل والأحبة عند ذلك. قال : (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) التفت الدنيا بالآخرة ، قال : (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) إلى رب العالمين يومئذ المصير» (١).
* س ٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (٣١) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٣٢) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (٣٣) أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٤) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٥) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (٣٦) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (٣٧) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣٩) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (٤٠)) [سورة القيامة : ٣١ ـ ٤٠]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : أنه كان سبب نزولها أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا إلى بيعة علي عليهالسلام يوم غدير خمّ ، فلما بلغ الناس وأخبرهم في علي عليهالسلام ما أراد الله أن يخبرهم به ، رجع الناس ، فاتكأ معاوية على المغيرة بن شعبة وأبي موسى الأشعري ، ثم أقبل يتمطى نحو أهله ويقول : والله لا نقر لعلي بالولاية أبدا ، ولا نصدق محمدا مقالته فيه ، فأنزل الله جل ذكره (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) العبد الفاسق ، فصعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المنبر وهو يريد البراءة منه ، فأنزل الله عزوجل (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ)(٢) فسكت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يسمّه (٣).
__________________
(١) أمالي الصدوق : ص ٢٥٣ ، ح ١.
(٢) القيامة : ١٦.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٩٧.