* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٣)) [سورة المجادلة : ١٢ ـ ١٣]؟!
الجواب / قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام : «لقد علم المستحفظون من أصحاب النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه ليس فيهم رجل له منقبة إلا وقد شركته فيها وفضلته ، ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم».
قال مكحول : قلت : يا أمير المؤمنين ، فأخبرني بهنّ؟ فقال عليهالسلام : «إن أول منقبة ـ وذكر السبعين وقال في ذلك ـ وأمّا الرابعة والعشرون ، فإن الله عزوجل أنزل على رسوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) فكان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكنت إذا ناجيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أتصدّق قبل ذلك بدرهم ، وو الله ما فعل هذا أحد غيري من أصحابه قبلي ولا بعدي فأنزل الله عزوجل : (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ) الآية ، فهل تكون التوبة إلا من ذنب كان؟» (١).
وقال ابن عباس في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) ، [قال : إنه حرم كلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم رخص لهم في كلامه بالصدقة] فكان إذا أراد الرجل أن يكلمه تصدق بدرهم ثم كلمه بما يريد ، قال : فكفّ الناس عن [كلام] رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه ، فتصدّق علي عليهالسلام بدينار كان له ، فباعه بعشرة دراهم في عشر كلمات سألهنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين
__________________
(١) الخصال : ص ٥٧٤ ، ح ١.