دراهمك (١)» (٢).
* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٣٠) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (٣١) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (٣٢) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (٣٣)) [سورة المعارج : ٣٠ ـ ٣٣]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : وقوله (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) ومعناه إنهم يمنعون فروجهم على كل وجه وسبب إلا على الأزواج وملك الأيمان فكأنه قال : لا يبذلون الفروج إلا على الأزواج أو ملك الإيمان ، فلذلك جاز أن يقول (حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ) وهم حافظون لها على الأزواج ، فإنما دخلت (إِلَّا) للمعنى الذي قلناه ، وقال الزجاج تقديره : إلا من أزواجهم ف (عَلى) بمعنى «من» أو تحمله على المعنى ، وتقديره فإنهم غير ملومين على أزواجهم ويلامون على غير أزواجهم ، وقال الفراء : لا يجوز أن تقول : ضربت من القوم إلا زيدا ، وأنت تريد إلا أني لم أضرب زيدا. والوجه في الآية أن نحملها على المعنى ، وتقديره والذين هم لفروجهم حافظون ، فلا يلامون إلا على غير أزواجهم.
__________________
(١) قال المجلسي (رحمهالله) : قوله عليهالسلام : «حيث لا تأمن» يحتمل وجوها :
الأول : أن من لا تأمنها على درهم كيف تأمنها على فرجك ، فلعلها تكون في عدة غيرك فيكون وطؤك شبهة ، والاحتراز عن الشبهات مطلوب.
الثاني : أنها إذا لم تكن عفيفة كانت فاسقة ، فهي ليست بمحل للأمانة ، فربما تذهب بدراهمك ولا تفي بالأجل.
الثالث : أنها لم تكن مؤتمنة على الدراهم ، فبالحري أن لا تؤمن على ما يحصل من الفرج من الولد ، فلعلها تخلط ماءك بماء غيرك ، أو أنها لفسقها يحصل منها ولد غير مرضيّ. «مرآة العقول : ج ٢٠ ، ص ٢٣٥».
(٢) الكافي : ج ٥ ، ص ٤٥٣ ، ح ٢.