(تَصْلى) وجوههم (ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) ، قال : لها أنين من شدّة حرها (لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) قال : عرق أهل النار ، وما يخرج من فروج الزواني (لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ).
ـ وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «لا ينفعهم الدخول ولا يغنيهم القعود ـ» (١).
ثم ذكر أتباع أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْيِها راضِيَةٌ) يرضى الله بما سعوا فيه.
ـ وروي عن أهل البيت عليهمالسلام : هم شيعة آل محمد (صلوات الله عليهم)» ـ (٢).
(فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً) ، قال : الهزل والكذب (٣).
أقول : وبعد ذكر القرآن لما يتمتع به أهل الجنة من نعمة روحية ، يبين بعض النعم المادية في الجنة : (فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ). ظاهر كلمة «عين» في الآية ، إنها عين واحدة بدليل مجيئها نكرة ، إلا أنه بالرجوع إلى بقية الآيات في القرآن الكريم ، يتبين لنا إنّها للجنس ، فهي والحال هذه تشمل عيونا مختلفة ، ومن قرائن ذلك ما جاء في الآية (١٥) من سورة الذاريات : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ). وقيل : في كلّ قصر من قصور أهل الجنة ، ثمة «عين جارية» ، وهو المراد في الآية.
* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (١٣) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤) وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (١٥) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (١٦) أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (٢٠) فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١)
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ١٧٩ ، ح ٢٠١.
(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٧٨٧ ، ح ٢.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤١٨.