الجواب / قال محمد ، عن أبيه : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ)؟ قال : «يغشاهم القائم بالسيف» ـ وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «الذين يغشون الإمام» (١).
قال : قلت : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ)؟ قال : «خاضعة لا تطيق الامتناع».
قال : قلت : (عامِلَةٌ)؟ قال : «عملت بغير ما أنزل الله».
قال : قلت : (ناصِبَةٌ)؟ قال : «نصبت غير ولاة الأمر».
قال : قلت : (تَصْلى ناراً حامِيَةً)؟ قال : «تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم وفي الآخرة نار جهنم» (٢).
وقال عمرو ابن أبي المقدام : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «كل ناصب ـ وإن تعبد واجتهد ـ منسوب إلى هذه الآية (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً) ، وكلّ ناصب مجتهد فعمله هباء» (٣).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «لا يبالي الناصب صلى أم زنى ، وهذه الآية نزلت فيهم : (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً)(٤).
وقال علي بن إبراهيم : في قوله تعالى : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) يعني قد أتاك ـ يا محمد ـ حديث القيامة ، ومعنى الغاشية أي تغشى الناس (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ) قال : نزلت في النصاب ، وهم الذين خالفوا دين الله وصلوا وصاموا ، ونصبوا لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو قوله تعالى : (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ) عملوا ونصبوا فلا يقبل منهم شيء من أفعالهم
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ١٧٩ ، ح ٢٠١.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٥٠ ، ح ١٣.
(٣) الكافي : ج ٨ ، ص ٢١٣ ، ح ٢٥٩.
(٤) الكافي : ج ٨ ، ص ١٦٠ ، ح ١٦٢.