* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (٧) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (٨) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)) [سورة الضّحى : ٦ ـ ١١]؟!
الجواب / قال زرارة : قال أحدهما عليهماالسلام ، في قوله تعالى : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) : «فأوى إليك الناس (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) أي هدى إليك قوما لا يعرفونك حتى عرفوك (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) أي وجدك تعول أقواما فأغناهم بعلمك» (١).
قال عباية بن ربعي : سألت ابن عباس عن قول الله عزوجل : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) [قال : إنما سمي يتيما لأنه] لم يكن لك نظير على وجه الأرض من الأولين و [لا من] الآخرين ، فقال الله عزوجل ممتنّا عليه بنعمته (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً) أي وحيدا لا نظير لك (فَآوى) إليك الناس وعرفهم فضلك حتى عرفوك (وَوَجَدَكَ ضَالًّا) يقول : منسوبا عند قومك إلى الضلالة فهداهم الله بمعرفتك (وَوَجَدَكَ عائِلاً) يقول : فقيرا عند قومك ، يقولون : لا مال لك ، فأغناك الله بمال خديجة ، ثم زادك من فضله ، فجعل دعاءك مستجابا حتى لو دعوت على حجر أن يجعله الله لك ذهبا ، لنقل عينه إلى مرادك ، فأتاك بالطعام حيث لا طعام ، وأتاك بالماء حيث لا ماء ، وأغاثك بالملائكة حيث لا مغيث ، فأظفرك بهم على أعدائك (٢).
وقال علي بن إبراهيم أيضا : ثم قال : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) قال : اليتيم : الذي لا مثل له ، ولذلك سميت الدرة اليتيمة لأنه لا مثل لها (وَوَجَدَكَ
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٢٧.
(٢) معاني الأخبار : ص ٥٢ ، ح ٤.