* س ٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (٧)) [سورة المنافقون : ٧]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : ثم قال سبحانه : (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ) «من المؤمنين المحتاجين (حَتَّى يَنْفَضُّوا) أي يتفرقوا عنه. وإنما قالوا هم من عند محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكن الله سبحانه سماه رسول الله تشريفا له ، وتعظيما لقدره (وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وما بينهما من الأرزاق ، والأموال ، والأغلاق ، فلو شاء لأغناهم ، ولكنه تعالى يفعل ما هو الأصلح لهم ، ويمتحنهم بالفقر ، ويتعبدهم بالصبر ليصبروا فيؤجروا ، وينالوا الثواب ، وكريم المآب. (وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ) «ذلك على الحقيقة. لجهلهم بوجوه الحكمة. وقيل : لا يفقهون أن أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون (١).
* س ٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (٨)) [سورة المنافقون : ٨]؟!
الجواب / تقدم تفسير هذه الآية برقم (١ ـ ٣) من نفس السورة. وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «إن الله عزوجل فوّض إلى المؤمن أموره كلها ، ولم يفوض إليه أن يكون ذليلا ، أما تسمع قول الله عزوجل يقول : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) ، فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا».
ثم قال : «إن المؤمن أعزّ من الجبل ، إن الجبل يستقل منه بالمعاول ،
__________________
(١) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٢٤.