وكان الناس يكهنون بما خبّروهم الجنّ ، قوله : (فَزادُوهُمْ رَهَقاً) أي خسرانا (١).
* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً (٧) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (٨) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً (٩)) [سورة الجنّ : ٧ ـ ٩]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي : ثم حكى تعالى (وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ) معاشر الإنس (أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً) أي لا يحشره يوم القيامة ولا يحاسبه. وقال الحسن : ظن المشركون من الجن ، كما ظن المشركون من الإنس (أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً) لجحدهم بالبعث والنشور ، واستبعدوا ذلك مع اعترافهم بالنشأة الأولى ، لأنهم رأوا إمارة مستمرة في النشأة الأولى ، ولم يروها في النشأة الثانية ، ولم ينعموا النظر فيعلموا أن من قدر على النشأة الأولى يقدر على النشأة الأخرى. وقال قتادة : ظنوا أن لا يبعث الله أحدا رسولا. ثم حكى أن الجن قالت (أَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ) أي مسسناها بأيدينا. وقال الجبائي : معناه إنا طلبنا الصعود إلى السماء ، فعبر عن ذلك باللمس مجازا ، وإنما جاز من الجن تطلب الصعود مع علمهم بأنهم يرمون بالشهب لتجويزهم أن يصادفوا موضعا يصعدون منه ليس فيه ملك يرميهم بالشهب ، أو اعتقدوا أن ذلك غير صحيح ، ولم يصدقوا من أخبرهم بأنهم رموا حين أرادوا الصعود (فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً) نصب (حَرَساً) على التمييز و (شَدِيداً) نعته و (شُهُباً) عطف على (حَرَساً) فهو نصب أيضا على التمييز. وتقديره ملئت من الحرس. والشهب جمع شهاب ، وهو نور يمتد من
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٨٩.