الله تبارك وتعالى] : (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) ، فقال : «الله أجل وأعدل وأعظم من أن يكون لعبده عذر لا يدعه يعتذر به ، ولكن فلج (١) ، فلم يكن له عذر» (٢).
أقول : ثم يعيد تعالى في نهاية هذا المقطع قوله : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ).
* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (٣٨) فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (٣٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٠)) [سورة المرسلات : ٣٨ ـ ٤٠]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : (هذا يَوْمُ الْفَصْلِ)(٣) بين أهل الجنة والنار ، وقيل : هذا يوم الحكم والقضاء بين الخلق والانتصاف للمظلوم من الظالم ، وفصل القضاء يكون في الآخرة على ظاهر الأمر وباطنه ، بخلاف الدنيا ، لأن القاضي يحكم على ظاهر الأمر في الدنيا ، ولا يعرف البواطن (جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ) يعني مكذبي هذه الأمة مع مكذبي الأمم قبلها ، يجمع الله سبحانه الخلائق في يوم واحد ، وفي صعيد واحد (فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ) أي إن كانت لكم حيلة فاحتالوا لأنفسكم. وقيل : إن هذا توبيخ من الله تعالى للكفار ، وتقريع لهم ، وإظهار لعجزهم عن الدفع عن أنفسهم ، فضلا عن أن يكيدوا غيرهم ، وإنما هو على أنكم كنتم تعملون في دار الدنيا ما يغضبني ، فالآن عجزتم عن ذلك ، وحصلتم على وبال ما عملتم (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) بهذا (٤).
__________________
(١) أي صار مغلوبا بالحجة.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ١٧٨ ، ح ٢٠٠.
(٣) قد مر تفسيره سابقا عن طريق رواية اهل البيت عليهمالسلام.
(٤) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٢٣٥.