* س ٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (١٨)) [سورة النّبأ : ١٨]؟!
الجواب / أقول : قد ذكرنا سابقا حديث النفخ في الصور.
وجاء في (جامع الأخبار) : عن ابن مسعود ، قال : كنت جالسا عند أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : «إنّ في القيامة خمسين موقفا ، كلّ موقف ألف سنة ، فأوّل موقف خرج من قبره [جلسوا ألف سنة عراة حفاة جياعا عطاشا ، فمن خرج من قبره مؤمنا] بربّه ، مؤمنا بجنّته وناره ، مؤمنا بالبعث والحساب والقيامة ، مقرّا بالله ، مصدّقا بنبيه وبما جاء [به] من عند الله عزوجل نجا من الجوع والعطش ، قال الله تعالى : (فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) ، من القبور إلى الموقف [أمما] ، كلّ أمة مع إمامهم» وقيل : جماعة مختلفة (١).
وعن معاذ ، أنه سأل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن القيامة؟ فقال : «يا معاذ ، سألت عن أمر عظيم من الأمور ، وقال : تحشر عشرة أصناف من أمتي : بعضهم على صورة القردة ، وبعضهم على صورة الخنازير ، وبعضهم على وجوههم منكسون ، أرجلهم فوق رؤوسهم ليحبوا عليها ، وبعضهم عميا ، وبعضهم صما بكما ، وبعضهم يمضغون ألسنتهم فهي مدلات على صدورهم ، يسيل منها القيح ، يتقذرهم أهل الجمع ، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم ، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار ، وبعضهم أشد نتنا من الجيفة ، وبعضهم ملبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم.
فأما الذين على صورة القردة فالعتاة من الناس ، وأما الذين على صورة الخنازير فأهل السّحت ، وأما المنكسون على وجوههم فأكلة الرّبا ، وأما العمي فالذين يجورون في الحكم ، وأما الصم والبكم فالمعجبون بأعمالهم ، والذين
__________________
(١) جامع الأخبار : ص ١٧٦.