قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٦)) [سورة الملك : ٢٣ ـ ٢٦]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : (قُلْ) يا محمد لهؤلاء الكفار (هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ) بأن أخرجكم من العدم إلى الوجود (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ) تسمعون به المسموعات (وَالْأَبْصارَ) تبصرون بها المبصرات (وَالْأَفْئِدَةَ) يعني القلوب تعقلون بها ، وتتدبرون ، فأعطاكم آلات التفكر والتمييز ، والوصول إلى العلم (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) أي تشكرون قليلا. وقيل : معناه قليلا شكركم ، فتكون (ما) مصدرية (قُلْ) لهم يا محمد (هُوَ) الله تعالى (الَّذِي ذَرَأَكُمْ) أي خلقكم (فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) منها أي تبعثون إليه يوم القيامة ، فيجازيكم على أعمالكم. ثم حكى سبحانه ما كان يقوله الكفار ، مستبطئين عذاب الله ، مستهزئين بذلك ، فقال : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ) من الخسف والحاصب ، أو البعث والجزاء (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في أن ذلك يكون (قُلْ) يا محمد (إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ) يعني علم الساعة (وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ) مخوف لكم به (مُبِينٌ) أي : مبين لكم ما أنزل الله إلي من الوعد والوعيد ، والأحكام (١).
* س ١١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (٢٧)) [سورة الملك : ٢٧]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام : «هذه نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام وأصحابه الذين عملوا ما عملوا ، يرون أمير المؤمنين عليهالسلام في أغبط الأماكن
__________________
(١) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٨٠.