المقداد بن الأسود ، فذكر لي ما شاء الله أن يذكر فأعطيته الدينار. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أما إن جبرئيل عليهالسلام قد أنبأني بذلك ، وقد أنزل الله فيك كتابا : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ) ـ إلى قوله تعالى ـ (فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(١).
* س ٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (١٠)) [سورة الحشر : ١٠]؟!
الجواب / قال الحسن بن علي عليهماالسلام : في خطبة خطبها عند صلحة مع معاوية ، بمحضر معاوية : فصدق أبي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سابقا ووقاه بنفسه ، ثم لم يزل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في كل موطن يقدّمه ، ولكلّ شديدة يرسله ثقة منه به وطمأنينة إليه ، لعلمه بنصيحته لله عزوجل ورسوله [وإنه أقرب المقرّبين من الله ورسوله ، وقد قال الله عزوجل :] (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)(٢) ، فكان أبي سابق السابقين إلى الله عزوجل ، وإلى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأقرب الأقربين ، وقد قال الله تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً)(٣) ، فأبي كان أولهم إسلاما وإيمانا ، وأولهم إلى الله ورسوله هجرة ولحوقا ، وأولهم على وجده ووسعه نفقة ، قال سبحانه : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) ، فالناس من جميع الأمم يستغفرون له لسبقه إياهم إلى الإيمان بنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك أنه لم يسبقه به أحد ، وقد قال الله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٦٧٩ ، ح ٥.
(٢) الواقعة : ١٠ ، ١١.
(٣) الحديد : ١٠.