شطر مالك» ثم نظر إليّ فرأى ما دخلني ، فقال : «يا أبان ، ألم تعلم أن الله عزوجل قد ذكر المؤثرين على أنفسهم؟» قلت : بلى جعلت فداك فقال : «إذا قاسمته فلم تؤثره بعد ، إنما أنت وهو سواء ، إنما تؤثره إذا أعطيته من النصف الآخر» (١).
وروي : أن رجلا جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فشكا إليه الجوع ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى بيوت أزواجه فقلن : ما عندنا إلّا الماء.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من لهذا الرجل الليلة»؟ فقال علي بن أبي طالب عليهالسلام : «أنا له يا رسول الله ، فأتى فاطمة عليهاالسلام فقال لها : «ما عندك يا ابنة رسول الله؟» فقالت : «ما عندنا إلا قوت الصّبية ، لكّنا نؤثر ضيفنا».
فقال علي عليهالسلام : «يا ابنة محمد ، نوّمي الصبية ، وأطفئي المصباح» فلما أصبح علي عليهالسلام غدا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأخبره الخبر ، فلم يبرح حتى أنزل الله عزوجل : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(٢).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «بينا علي عليهالسلام عند فاطمة عليهاالسلام إذ قالت له : يا علي ، اذهب إلى أبي فابغنا منه شيئا. فقال : نعم. فأتى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأعطاه دينارا ، وقال : يا علي اذهب فابتع لأهلك طعاما.
فخرج من عنده فلقيه المقداد بن الأسود (رحمهالله) وقاما ما شاء الله أن يقوما وذكر له حاجته ، فأعطاه الدينار وانطلق إلى المسجد ، فوضع رأسه فنام ، فانتظره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم يأت ، ثم انتظره فلم يأت ، فخرج يدور في المسجد ، فإذا هو بعلي عليهالسلام نائما في المسجد فحرّكه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقعد. فقال له : يا عليّ ، ما صنعت؟ فقال : يا رسول الله خرجت من عندك فلقيني
__________________
(١) الكافي : ج ٤ ، ص ١٣٧ ، ح ٨.
(٢) الأمالي : ج ١ ، ص ١٨٨.