وقال الصادق عليهالسلام : «من قرأها على ميت خفف الله عنه ما هو فيه ، وإذا قرئت وأهديت إلى الموتى أسرعت إليهم كالبرق الخاطف بإذن الله تعالى» (١).
* س ٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (٢)) [سورة الملك : ١ ـ ٢]؟!
الجواب / ١ ـ أقول : تبدأ آيات هذه السورة بمسألة مالكية وحاكمية الله سبحانه ، وخلود ذاته المقدسة ، وهي في الواقع مفتاح جميع أبحاث هذه السورة المباركة. (تَبارَكَ) : من مادة (بركة) في الأصل من (برك) على وزن (ترك) بمعنى (صدر البعير) ، وعند ما يقال : (برك البعير) يعني وضع صدره على الأرض.
ثم استعملت الكلمة بمعنى الدوام والبقاء وعدم الزوال ، وأطلقت كذلك على كل نعمة باقية ودائمة ، ومن هنا يقال لمحل خزن الماء (بركة) لأن الماء يبقى فيها مدة طويلة.
وقد جاءت هذه الكلمة هنا ـ في الآية أعلاه ـ لأن الذات الإلهية مقدسة ومباركة ، حيث مالكيته وحاكميته على الوجود ، وقدرته على كل شيء ، ولهذا السبب فإن وجوده تعالى كثير البركة ولا يعتريه الزوال.
٢ ـ قال علي بن إبراهيم : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ) قدّرهما ، ومعناه قدّر الحياة ثم قدّر الموت (لِيَبْلُوَكُمْ) أي يختبركم بالأمر والنهي (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)(٢).
__________________
(١) خواص القرآن : ص ١١ «مخطوط».
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٧٨.