* س ١٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٥) اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (١٦) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١٧) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٨) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٩) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (٢٠) كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١)) [سورة المجادلة : ١٤ ـ ٢١]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : نزلت في الثاني ، لأنه مر به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو جالس عند رجل من اليهود يكتب خبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأنزل الله جلّ وعزّ : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ) فجاء الثاني إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال له رسول الله : «رأيتك تكتب عن اليهود وقد نهى الله عن ذلك؟». فقال : يا رسول الله ، كتبت عنه ما في التوراة من صفتك ، وأقبل يقرأ ذلك على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو غضبان ، فقال له رجل من الأنصار : ويلك ، أما ترى غضب رسول الله عليك؟ فقال : أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، إني إنما كتبت ذلك لما وجدت فيه من خبرك؟ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا فلان ، لو أن موسى بن عمران فيهم قائما ثم أتيته رغبة عما جئت به لكنت كافرا [بما جئت به] وهو قوله تعالى : (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً) أي حجابا بينهم وبين الكفار ، وإيمانهم إقرار باللسان فرقا (١) من السيف ورفع الجزية».
__________________
(١) الفرق : الخوف. «لسان العرب : ج ١٠ ، ص ٣٠٤».