* س ٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨)) [سورة المجادلة : ٨]؟!
الجواب / ١ ـ قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ) ، قال : كان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يأتون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيسألونه أن يسأل الله لهم ، وكانوا يسألون ما لا يحل لهم ، فأنزل الله عزوجل : (وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) ، وقولهم له إذا أتوه : أنعم صباحا ، [و] أنعم مساء ، وهي تحية أهل الجاهلية ، فأنزل الله تعالى : (وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ) ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «قد أبدلنا بخير من ذلك : تحية أهل الجنة ، السّلام عليكم» (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «دخل يهوديّ على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعائشة عنده ، فقال : السّام (٢) عليكم. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : عليكم ، ثم دخل آخر ، فقال مثل ذلك ، فردّ عليه كما ردّ على صاحبه ، ثم دخل آخر ، فقال مثل ذلك ، فرد عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما رد على صاحبيه ، فغضبت عائشة ، فقالت : عليكم السّام والغضب واللعنة يا معشر اليهود ويا إخوة القردة والخنازير.
فقال لها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا عائشة ، إن الفحش لو كان ممثلا لكان مثال سوء ، وإن الرفق لم يوضع على شيء قط إلا زانه ، ولا يرفع عنه قطّ إلا شانه.
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٥٤.
(٢) أي الموت. «النهاية : ج ٢ ، ص ٤٠٤».