* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (١٣) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (١٤) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً (١٥) وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً (١٦) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (١٧)) [سورة النّبأ : ١٣ ـ ١٧]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : (وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً) ، قال : الشمس المضيئة (١).
وقال عاصم بن حميد : ذاكرت أبا عبد الله عليهالسلام فيما يروون من الرؤية؟ فقال : «الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي ، والكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش ، والعرش جزء من سبعين جزءا من نور الحجاب ، والحجاب جزء من سبعين جزءا من نور الستر ، فإن كانوا صادقين فليملؤوا أعينهم من الشمس ليس دونها سحاب» (٢).
وقال علي بن إبراهيم : (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ) : من السحاب (ماءً ثَجَّاجاً) ، قال : صبّ على صبّ. قوله : (وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) ، قال : بساتين ملتفة الشجر (٣).
أقول : قوله تعالى : (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً) يعتبر نتيجة لما تعرضت له الآيات السابقة ... والتعبير ب «يوم الفصل» يحمل بين ثناياه إشارات كثيرة ، فسيحدث في ذلك اليوم : انفصال الحق عن الباطل وانفصال المؤمنين الصالحين عن المجرمين ، وانفصال الوالدين عن أولادهم ، والأخ عن أخيه ...
و «الميقات» : من الوقت ، كالميعاد من الوعد ، بمعنى الوقت المعين والمقرر ، وإنما سميت الأماكن التي يحرم منها حجاج بيت الله الحرام بالمواقيت لأن الاجتماع فيها يكون في وقت معين.
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٠١.
(٢) الكافي : ج ١ ، ص ٧٦ ، ح ٧.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٠١.