* س ٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً (١٠)) [سورة الحاقّة : ١٠]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام ، في قوله تعالى : (فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً) : «[والرابية] التي أربت على ما صنعوا» (١).
* س ٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ (١١)) [سورة الحاقّة : ١١]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ) يعني أمير المؤمنين عليهالسلام وأصحابه (٢).
أقول : وهذه الرواية أيضا مصداق من مصاديق مفهوم الآية العام.
فالآية تعرض إشارة موجزة إلى مصير قوم نوح والعذاب الأليم الذي حلّ بهم.
إن طغيان الماء كان بصورة غطى فيها الغيوم ، لقد طفح الماء وارتفع حتى بلغ حد الغيوم ، ومن هنا جاء تعبير (طغى) حيث هطل مطر غزير جدا وفاضت عيون الأرض ، والتقت مياههما بحيث أصبح كل شيء تحت الماء (القوم وبيوتهم وقصور أكابرهم ومزارعهم وبساتينهم) ولم تنج إلا مجموعة المؤمنين التي كانت مع نوح عليهالسلام في سفينته.
إن التعبير ب (حَمَلْناكُمْ) كناية عن حمل وإنقاذ أسلافنا وأجدادنا من الغرق ، حيث لو لم تكن النجاة لتشملهم ما كنا في عالم هذا الوجود ، ومن هنا قال البعض : إن الآية محذوف تقديره «حملنا آباؤكم».
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٨٥ ، أقول : إن (رابية) و (ربا) من مادة واحدة ، وهي بمعنى الإضافة ، والمقصود بها هنا العذاب الصعب والشديد جدا.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٨٤.