والأوصياء عليهمالسلام ، ثم تلا هذه الآية (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ)(١) أمير المؤمنين عليهالسلام.
يا فضيل ، لم يسمّ بهذا الاسم غير علي عليهالسلام إلا مفتر كذاب إلى يوم القيامة ، أما والله ـ يا فضيل ـ ما لله عز ذكره حاجّ غيركم ، ولا يغفر الذنوب إلا لكم ، ولا يتقبل إلا منكم ، وإنكم لأهل هذه الآية (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً)(٢).
يا فضيل ، أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا ألسنتكم وتدخلوا الجنة ، ثم قرأ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ)(٣) أنتم والله أهل هذه الآية» (٤).
وقال سعد : قال أبو جعفر عليهالسلام : «إن القلوب أربعة : قلب فيه نفاق وإيمان ، وقلب منكوس ، وقلب مطبوع ، وقلب أزهر أجرد».
فقلت : ما الأزهر؟ فقال : «فيه كهيئة السّراج ، فأما المطبوع فقلب المنافق ، وأما الأزهر فقلب المؤمن ، إن أعطاه شكر ، وإن ابتلاه صبر ، وأما المنكوس فقلب المشرك ، ثم قرأ هذه الآية (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، فأما القلب الذي فيه إيمان ونفاق ، فهم قوم كانوا بالطائف ، فإن أدرك أحدهم أجله على نفاقه هلك ، وإن أدركه على إيمانه نجا» (٥).
* س ١٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٢٣)
__________________
(١) الملك : ٢٧.
(٢) النساء : ٣١.
(٣) النساء : ٧٧.
(٤) الكافي : ج ٨ ، ص ٢٨٨ ، ح ٤٣٤.
(٥) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٠٩ ، ح ٢.