من النار» (١).
وقال علي بن إبراهيم القمّي : البرد : النوم (٢).
* س ٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (٢٥) جَزاءً وِفاقاً (٢٦) إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً (٢٧) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (٢٨) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (٢٩) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً (٣٠)) [سورة النّبأ : ٢٥ ـ ٣٠]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي : (إِلَّا حَمِيماً) وهو الماء الحار ، الشديد الحر (وَغَسَّاقاً) وهو صديد أهل النار (جَزاءً وِفاقاً) أي وافق عذاب النار الشرك ، لأنهما عظيمان ، فلا ذنب أعظم من الشرك ، ولا عذاب أعظم من النار ، وقيل : جوزوا جزاء وفق أعمالهم ، والوفاق : الجاري على المقدار ، فالجزاء وفاق لأنه جار على مقدار الأعمال في الاستحقاق. (إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً) أي فعلنا ذلك بهؤلاء الكفار لأنهم كانوا لا يخافون أن يحاسبوا ، والمعنى : كانوا لا يؤمنون بالبعث ، ولا بأنهم محاسبون ... وقيل : لا يرجون المجازاة على الأعمال ، ولا يظنون أن لهم حسابا. وقال الهذلي في الرجاء بمعنى الخوف. إذا لسعته النحل ، لم يرج لسعها ، وخالفها في بيت نوب عواسل (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) أي بما جاءت به الأنبياء. وقيل : بالقرآن. وقيل : بحجج الله ، ولم يصدقوا بها (كِذَّاباً) أي تكذيبا (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً) أي وكل شيء من الأعمال بيناه في اللوح المحفوظ ، ومثله (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ). وقيل : معناه وكل شيء من أعمالهم وحفظناه لنجازيهم به. ثم بين أن ذلك الإحصاء والحفظ ، وقع بالكتابة ، لأن الكتابة
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٠١ ، ٤٠٢.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٠١ ، ٤٠٢.