وعنده أصحابه ، وعثمان عنده ، فقدّمه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على عثمان ، فعبس عثمان وجهه وتولى عنه ، فأنزل الله : (عَبَسَ وَتَوَلَّى) [يعني عثمان] (أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) أي يكون طاهرا زكيا (أَوْ يَذَّكَّرُ) قال : يذكره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى).
ثم خاطب عثمان ، فقال : (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى) ، قال : أنت إذا جاءك غني تتصدى له وترفعه : (وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى) أي لا تبالي زكيا كان أو غير زكي ، إذا كان غنيا (وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى) يعني ابن أم مكتوم (وَهُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى) أي تلهو ولا تلتفت إليه (١).
وقال الطبرسي : روي عن الصادق عليهالسلام : أنها نزلت في رجل من بني أمية ، كان عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فجاء ابن أم مكتوم ، فلما رآه تقذر منه وعبس وجهه وجمع نفسه ، وأعرض بوجهه عنه ، فحكى الله سبحانه ذلك عنه وأنكره عليه» (٢).
وقال الطبرسي أيضا : وروي أيضا عن الصادق عليهالسلام [أنه] قال : وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال : مرحبا مرحبا ، [والله] لا يعاتبني الله فيك أبدا ، وكان يصنع به من اللطف حتى كان يكفّ عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مما يفعل [به]» (٣).
* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ (١١) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (١٢) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرامٍ بَرَرَةٍ (١٦)) [سورة عبس : ١١ ـ ١٦]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ) ، قال :
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٠٤.
(٢) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٦٦٤.
(٣) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٦٦٤.