* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (٧) وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (٨) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٠)) [سورة المطفّفين : ٧ ـ ١٠]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) : ما كتب الله لهم من العذاب لفي سجّين. ثمّ قال : (وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ) أي مكتوب (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) ، أي الملائكة الذين كتبوا عليهم (١).
ثم قال : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام : «السجين : الأرض السابعة ، وعليّون : السماء السابعة» (٢).
أقول : وروي في روايات عديدة ، إنّ الأعمال التي لا تليق بالقرب منه جلّ شأنه تسقط في سجّين. كما نقل الأثر عن سيد البشر صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : «إن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا فإذا صعد بحسناته يقول الله عزوجل اجعلوها في سجين ، إنه ليس إياي أراد فيها!» (٣).
وقال أبو الحسن الماضي عليهالسلام ـ عن الفجار ـ : «هم الذين فجروا في حق الأئمة واعتدوا عليهم» (٤).
وقال أبو سعيد المدائني : وسجّين : موضع في جهنّم ، وإنما سمّي به الكتاب مجازا تسمية الشيء باسم مجاوره ومحله ، أي كتاب أعمالهم في سجّين (٥).
أقول : وتأتي الآية التالية لتقول : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) : التكذيب الذي يوقع في ألوان من الذنوب ، ومنها التطفيف والظلم.
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤١٠.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤١٠.
(٣) نور الثقلين : ج ٥ ، ص ٥٣٠ ، ح ١٩.
(٤) الكافي : ج ١ ، ص ٣٦١ ، ح ٩١.
(٥) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٧٧٥ ، ح ٥.