أو الذين اتصفت بشرتهم بإفراز الدهن بغزارة على أن السبب الرئيسي في تکوين هذه الحبوب هو عدم احتراق الأدهان احتراقاً کاملاً بسبب اضطراب الإفرازات الداخلية في سن المراهقة . ويعزو بعض العلماء ظهور هذه الحبوب إلى أسباب جنسية بحتة عند الفتى أو الفتاة ـ اللذين يکونان غالباً ضحية عادة سيئة ، أو انعکاسات طفولية ماضية کمص الإبهام وقرض الأظافر ، على أن للعقد النفسية أثراً لا ينکر في انتشار هذا المرض ولهذا يکثر ظهوره في وجوه الطلاب أيام الفحوص إبان اشتداد الدراسة .
وتتداول العامة ـ خطأ ـ القول المأثور ، بأن حب الشباب ملازم للمراهقين والمراهقات لا مندوحة عنه ولا علاج له ، وأن الزواج وحده کفيل بمنح الشفاء ، مع أن استشارة الطبيب واجبة ، فقد تحول هذه الاستشارة دون تشويه الوجه وتندبه ، وإن العلاجات الحديثة ثمينة بالقضاء على هذه الحبوب ودرء أذاها ، وإيقافها عند حدها ، ثم استئصالها استئصالاً تاماً ، ولا بد من الانصياع إلى بعض النصائح لمکافحة حب الشباب قبل الرکون إلى المراهم والعلاجات ، وبذلک يضمن المصاب عدم نکس مرضه واستفحاله .
فعلى کل مصاب أن يعمل على تعريض وجهه ما أمکن إلى الهواء وإلى أشعة الشمس ، فللأشعة البنفسجية الأثر الشافي والواقي ، کما أنها تهب المرء النضارة والغضارة وتجعل الدماء تتحير في خديه ، وعليه ثانياً عدم لمس الحبوب بيديه وعصرها بأظافره ، فإنه يسبب بذلک ندوباً في الوجه لا تزول آثارها ، فضلاً عن مساعدته الجراثيم على التغلغل داخل البشرة وتخريبها .
وعلى المصاب ـ ثالثاً ـ الاعتناء بجهازه الهضمي ، وتنظيم أوقات طعامه وتبرزه ؛ لأن أکثر السموم الجوالة في الدم تتأثر عن التخمرات المعوية وطرحها بانتظام ، واحتراقها احتراقاً کلياً يساعد على تنقية الجسم من هذه الحبوب والبثور . ومن المعلوم أن الفتيان في سن المراهقة ، يهملون أمر طعامهم وشرابهم منصرفين عن ذلک إلى لهوهم ومرحهم أو دراستهم ، غير عالمين بأثر هذا الإهمال في أجسامهم .
ويوصى المصاب ـ رابعاً ـ بالامتناع عن تناول المشروبات واللحوم ، فهي فضلاً عن تسميمها الجسم تسميماً بطيئاً ، فإنها مثيرة مهيجة تزيد في اضطراب مفرزات الغدد الداخلية .
وعليه ـ خامساً ـ أن يستعين على تنظيف وجهه بصابون « حامض خفيف » لا بالصابون العادي « القلوي » .
سادساً : يوصى المصاب بالابتعاد ما أمکن عن کل مثير جنسي ؛ لأن کثرة الاضطرابات الجنسية تزيد في اختلال التوازن الغددي . فتؤدي إلى احتراق فضلات الطعام والسموم فتزداد الحبوب انتشاراً . لهذا يمنع المصاب من قراءة القصص الغرامية ، وعن ارتياد الملاهي ، ويدفع إلى غمرة الحياة الواقعية ليرتاد النوادي الرياضية وخاصة منها السباحة .