قبل النفس لا يخلو من إشكال.
قوله : لأنها مخلوقة. ( ١ : ٣٠ ).
العلامة ـ رحمهالله ـ قائل بهذا الأصل بلا شك ، وثبوت عدم قبول الأشياء الطاهرة بالأصل للنجاسة العارضة ، بهذا الأصل ، محل نظر. نعم يثبت بالاستصحاب ، وليس بحجة عند الشارح ، ـ رحمهالله.
إلاّ أن يقال : كلامه إشارة إلى قوله تعالى ( خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ) (١) ، وهو في معرض الامتنان ، فالحمل على ما هو الأكمل أولى.
لكن إثبات الحكم الشرعي بأمثال ذلك لا يخلو عن مناقشة.
فالأولى التمسك بأصالة البراءة ، لأن النجاسة تكليف بالتجنب.
وبقوله عليهالسلام : « كل شيء نظيف حتى تعلم أنه قذر » (٢) ، وهي موثقة ، فتكون حجة ، كما بيناه في موضعه ، مع أنّ مضمونها مقبول عند الأصحاب. وهما دليلان لأصالة طهارة الأشياء.
مضافا إلى ما يظهر من تتبع تضاعيف الأحاديث والأحكام الواردة فيها ، وطريقة المسلمين في عملهم في الأعصار والأمصار ، واتفاق فتاوى فقهائهم.
قوله : وصحيحة حريز. ( ١ : ٣١ ).
في الصحة تأمل ، لأنّ الكليني روى عنه عمن ذكره ، عن الصادق عليهالسلام ، وهو أضبط من الشيخ. مع أنّ الراجح السقوط لا الزيادة. ويؤيده ما ذكره يونس من أنه ما سمع عن الصادق عليهالسلام إلاّ حديثين (٣). مع أنه
__________________
(١) البقرة : ٢٩.
(٢) التهذيب ١ : ٢٨٤ / ٨٣٢ ، الوسائل ٣ : ٤٦٧ أبواب النجاسات ب ٣٧ ح ٤.
(٣) رجال النجاشي : ١٤٤ / ٣٧٥.