نقلنا. مضافا إلى عمل المسلمين في الأعصار والأمصار ، فليتأمّل.
قوله : وأنّ المعتبر فيها تخيل المنوي. ( ١ : ١٨٥ ).
إن أراد مجرد تخيل المنوي فهو مناف لما سيذكره من اعتبار قصد القربة والإخلاص ، وإن أراد مع قصدها ففي الحكم بسهولة الخطب مطلقا تأمّل لا يخفى على من لاحظ الأخبار وكلام المحققين في مقام تخليص العمل عن الرياء وغيرها من الدواعي المنافية للإخلاص.
وما ذكره بعض الفضلاء ليس هذه النية قطعا ، لأنه لا يمكن التكليف به كما اعترف به ، وهذه النية واجبة يمكن (١) تخلّفها قطعا ، بل وربما يكون من أصعب الواجبات والتكليفات كما أشرنا. فتأمّل.
قوله : على أن الأمر المذكور. ( ١ : ١٨٧ ).
أي مضافا إلى الاستصحاب ، إذ لم يثبت نسخ الجميع ، بل نسخ البعض ، بل الثابت عدم نسخ الجميع لما يظهر من الآيات والأخبار : منها هذه الآية ، ومنها ما يدل على متابعة ملة إبراهيم وبقائها في الجملة ، ومنها ما ذكر في الأمم السابقة مدحا وترغيبا لهذه الأمّة ، ومنها ما يدلّ على أنّ بعض الأفعال في نفسه حسن ممدوح لا دخل للزمان وغيره فيه ، فتأمّل جدّا بعد ملاحظة المآخذ.
قوله : فهذا الاستدلال لا محصّل له. ( ١ : ١٨٨ ).
ولا يخفى أنّ قوله في ما سبق : لا يتم إلاّ بذلك ، إشارة إلى أنّ قصد الوجوب أو الندب مقدمة لحصول المطلوب الشرعي الذي هو عبادة وتوقيفية ، فلعل قصد التعيين شطره أو شرطه شرعا ، والواجب علينا أن نأتي بالفعل على الوجه المطلوب ولا يتم ذلك إلاّ بقصده ، إذ بدون ذلك لا يعلم
__________________
(١) في غير « أ » : لا يمكن.