بالمعنى (١). وممّن صرح بذلك أيضا صاحب المعالم في معالم فروعه (٢). بل وربما صرحوا بأن حديث : « إذا كان الماء قدر كر لم ينجسه شيء » من المتواترات.
وأمّا الدلالة على الانفعال فمن جهة الكثرة ، وتضاعيف الأنحاء ، وتعاضد بعضها ببعض ، مضافا إلى فتاوى الجل بل كاد أن يكون الكل ، صارت بحيث لا مساغ للحمل على الكراهة بأجمعها ، سيما وأن يكون كراهة بحيث لا مضايقة أصلا ورأسا من الاستعمال ، كما هو مقتضى جل أدلة الخصم وظاهر استدلاله وفتواه ، بل ربما يكون القول بالكراهة ، سيما المغلظة ، كما يرتكبه موافقوه الآن من الأقوال المستحدثة والخارجة عن مقتضى جل أدلة الطرفين ، بل كاد أن يكون الكل ، كما ستعرف ، فتأمّل.
مع أنّ كثيرا من الأخبار لا يكاد يقبل التوجيه ، مثل روايتي الإنائين (٣) ، ورواية الولوغ (٤) ، سيما بعد ملاحظة ما سيجيء في مبحثه.
ورواية عمار في زيادات التهذيب عن الصادق عليهالسلام : الرجل يجد في الإناء فأرة ، وقد توضأ مرارا وغسل ثيابه واغتسل ، وهي متسلخة ، قال : إن رآها قبل الغسل والوضوء والغسل فعليه أن يغسل ثيابه ، ويغتسل ، ويغسل كل ما أصابه الماء بعد الوضوء والصلاة. وإن كان رأى بعد ما فرغ فلا يمس من الماء شيئا ، وليس عليه شيء ، لأنه لا يعلم متى سقطت ، لعلها سقطت تلك الساعة (٥).
__________________
(١) روضة المتقين ١ : ٥٤.
(٢) معالم الفقه : ٥.
(٣) الكافي ٣ : ١٠ / ٦ ، التهذيب ١ : ٢٤٨ / ٧١٢ ، ١ : ٢٤٩ / ٧١٣ ، الاستبصار ١ : ٢١ / ٤٨ ، الوسائل ١ : ١٥٥ ، ٦٩ أبواب الماء المطلق ب ٨ ، ١٢ ح ١٤ ، ١.
(٤) انظر المدارك ١ : ٣٩.
(٥) التهذيب ١ : ٤١٨ / ١٣٢٢ ، الوسائل ١ : ١٤٢ أبواب الماء المطلق ب ٤ ح ١ بتفاوت في العبارات.