تفاوت الهواء حارا وباردا ورطبا ويابسا ، إلى غير ذلك ، ومنه توالي الاستعمالات وتراخيها ، وطول المكث وقصره.
ومنها ما يرد ويقع في الماء ، مثل الجيفة والدم وغيرهما ، وحاله حال السابق أيضا.
على أن ما التزمه من أن عدم الانفعال بالملاقاة كان في عصر صدور الروايات من جملة المعلومات عند كل أحد إلى حد لم يحتج إلى سؤال وجواب قطعا ينادي بفساده مشاهدة الأخبار وحال المسلمين في الأعصار والأمصار ، سيما الشيعة حيث اتفقوا على ما اتفقوا في قرب عهد من الأئمة والرواة وبعده ، لو لم نقل في زمانهم عليهمالسلام أيضا ، بل لا شبهة في كون زمانهم عليهمالسلام كذلك ، فتدبر.
وكذا التزامه بأن الرواة كان سؤالهم عن خصوص التغير ، من حيث إنهم كانوا يعلمون أنه هو المنجس لا غير ، والسؤال كان عن أنه هل وقع التغير أم لا ، يشهد بفساده أيضا الاعتبار ، وما يظهر من الأخبار ، إذ التغير أمر محسوس يدركه كل من له حس ، والمعتبر منه الحسي ، كما يدل عليه الأخبار ، وعليه المعظم. فكيف كان الرواة يركبون الجمال ويسافرون البعيد ويسألون خصوص الإمام عليهالسلام أن الماء الذي كان في وقت في بيتنا ووقع استعمال النجس هل تغير أم لا؟! مع أنهم كانوا أصحاب الحواس والعقول.
وكذا جميع أهل الكوفة ، وسيما ما هو من قبيل صحيحة علي بن جعفر ، فلاحظ. وخصوصا على ما قاله من أنّهم حينما كانوا يستفهمون هل وقع التغير أم لا؟ يجابون بأنه إذا كان قدر كر لم ينجسه شيء ، وأنهم من هذا الجواب ما كانوا يفهمون إلا وقوع التغير إن لم يكن كرا ، وعدمه إن كان.
على أن التغير أمر محسوس فكيف تستقيم الحوالة فيه إلى أمر مجهول موهم لخلاف المقصود ومقتض للاغراء بالجهل.
مع أن المعتبر لو كان التغير الحاصل من عين النجس خاصة ـ كما