بالمعنى ، إذ كان مشكلا عندهم ، كما يظهر من ملاحظة الأخبار ، واعتمادا على القرينة ، وقد ذهبت من تقطيع الأحاديث أو غيره ، أو اتكالا على فهمها بالقراءة على الشيخ وأخذ الإجازة منه ، كما لا يخفى على المطلع على الرجال وغيره.
وربما يقربه أن ابن أبي عمير روى عن ابن المغيرة يرفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام : « أن الكر ستمائة رطل » (١) ، وصحيحة ابن مسلم ـ تلك ـ عن ابن المغيرة ، عن الخزاز ، عن محمّد بن مسلم الغدير فيه ماء مجتمع تبول فيه الدواب ، وتلغ فيه الكلاب ، ويغتسل فيه الجنب؟ ، قال : « إذا كان قدر كر لم ينجسه شيء ، والكر ستمائة رطل » (٢) ، فظهر أن الروايتين واحدة ، وأن ابن أبي عمير رواها أيضا ، فلعله رواها تارة باللفظ ، وأخرى بالمعنى ، فتدبر.
ولعل قوله في الصحيحة : الغدير فيه ماء مجتمع. يؤيّده أيضا ، لأن الغالب الاحتياج إلى معرفة حاله في الأسفار ، وأن الغالب تحققه فيها وفي الصحيح عن صفوان قال : سألت الصادق عليهالسلام عن الحياض التي بين مكة والمدينة تردها السباع ، وتلغ فيها الكلاب ، ويغتسل فيها الجنب (٣)؟ الحديث.
__________________
(١) التهذيب ١ : ٤٣ / ١١٩ ، الاستبصار ١ : ١١ / ١٦ ، الوسائل ١ : ١٦٨ أبواب الماء المطلق ب ١١ ح ٢.
(٢) التهذيب ١ : ٤١٤ / ١٣٠٨ ، الاستبصار ١ : ١١ / ١٧ ، الوسائل ١ : ١٥٩ أبواب الماء المطلق ب ٩ ح ٥ ، وذيل الحديث : « والكر ستمائة رطل » في الوسائل ١ : ١٦٨ أبواب الماء المطلق ، ب ١١ ح ٣.
(٣) الكافي ٣ : ٤ / ٧ ، التهذيب ١ : ٤١٧ / ١٣١٧ ، الاستبصار ١ : ٢٢ / ٥٤ ، الوسائل ١ : ١٦٢ ، أبواب الماء المطلق ب ٩ ح ١٢. بتفاوت.