ولم يستحكم ، وكذلك سائر ما ترون؟ فإن كان هذا المحتاج بعضه إلى بعض لقوّته وتمامه هو القديم ، فأخبروني أن لو كان محدثا كيف يكون؟ وكيف كان إذا كان تكون صفته؟ ».
قال : فبهتوا وعلموا أنّهم لا يجدون للمحدث صفة يصفونه بها إلاّ وهي موجودة في هذا الذي زعموا أنّه قديم ، فوجّهوا وقالوا : سننظر في أمرنا. الخبر (١).
إلى غير ذلك من الأخبار الدالّة على حدوث العالم ، مثل ما حكي عن ابن طاوس قال :
« وجدت في صحف إدريس من نسخة عتيقة : أوّل يوم خلق الله ـ جلّ جلاله ـ يوم الأحد.
ثمّ كان صباح يوم الاثنين ، فجمع الله ـ جلّ جلاله ـ البحار حول الأرض وجعلها أربعة (٢) بحار : الفرات ، والنيل ، وسيحان ، وجيحان.
ثمّ كان مساء ليلة الثلاثاء ، فجاء الليل بظلمته ووحشته.
ثمّ كان صباح يوم الثلاثاء ، فخلق الله ـ جلّ جلاله ـ الشمس والقمر ـ وشرح ذلك وما بعده شرحا طويلا وقال ـ :
ثمّ كان مساء ليلة الأربعاء ، فخلق الله ألف ألف صنف من الملائكة ، منهم على خلق الغمام ، ومنهم على خلق النار متفاوتين في الخلق والأجناس.
ثمّ كان صباح يوم الأربعاء ، فخلق الله من الماء أصناف البهائم والطير ، وجعل لهنّ رزقا في الأرض ، وخلق النار العظام وأجناس الهوامّ.
ثمّ كان مساء ليلة الخميس ، فميّز الله سباع الدوابّ وسباع الطير ، ثمّ كان صباح يوم الخميس ، فخلق الله ثمان جنان ، وجعل باب كلّ واحدة منهنّ إلى بعض.
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٥٤ : ٦٨ ، ح ٤٥ و ٩ : ٢٦١ ـ ٢٦٢ ، ح ١ ؛ « التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري » : ٥٣٤ ـ ٥٣٧ ذيل الآية ١١٢ من سورة البقرة (٢).
(٢) في هامش « ب » : « أنهار ».