لمنجزية العلم الإجمالي ـ في العلم الثاني بكلتا صيغتيه (١).
اما اختلاله على صيغة الميرزا فلأن العلم الثاني لا يتعارض أصلا الطهارة في طرفيه بل يجري أصل الطهارة في إناء (٣) دون معارضة بجريانه في إناء رقم (٢) ، إذ أصل الطهارة في إناء (٢) قد سقط في الزمان السابق بسبب معارضته مع أصل الطهارة في إناء (١) ، وما دام قد سقط سابقا ، والمفروض ان الساقط لا يعود فلا يمكن ان يقع من جديد طرفا للمعارضة مع أصل الطهارة في إناء (٣).
وأمّا اختلاله على صيغة الشيخ العراقي فلأن العلم الثاني ـ حينما يحدث ـ يحدث وأحد طرفيه قد تنجز بمنجز سابق إذ طرفه الأوّل وهو إناء (٢) قد تنجز تركه بسبب العلم الإجمالي الأوّل.
هذه حصيلة توجيه عدم منجزية العلم الإجمالي الثاني.
والصحيح منجزية كلا العلمين لبطلان كلا التوجيهين.
اما توجيه الشيخ العراقي فلأن العلم الإجمالي الأوّل حينما حدث في الساعة الاولى مثلا لم يكن منجزا لطرفيه إلى الأبد بل هو في كل آن ينجز في خصوص ذاك الآن ، ففي الدقيقة الاولى من الساعة الاولى حيث كان ثابتا فهو ينجز في خصوص الدقيقة المذكورة ولا ينجز في الدقيقة الثانية وما بعدها. واذا حلت الدقيقة الثانية وكان موجودا فيها نجّز طرفيه في خصوص الدقيقة المذكورة ولم ينجز في الدقيقة الثالثة وما بعدها ، وهكذا حتى الدقيقة الاولى من الساعة الثانية
__________________
(١) أي صيغة الميرزا التي تقول ان شرط منجزية العلم الإجمالي تعارض الأصول في الأطراف ، وصيغة الشيخ العراقي التي تقول ان شرط منجزية العلم الإجمالي عدم تنجز أحد طرفيه بمنجز آخر