عقلا ولا نقلا على وجوب الالتزام بما جاء به النبي وأخبر به وان وجب العمل به جارحا.
وثالثها : ما وجب معرفته شرعا كمعرفة الإمام على وجه غير صحيح ولقوله صلىاللهعليهوآله : « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » (١) وكمعرفة المعاد ، بداهة انّه من ضروريات الدين وأخبر به سيد المرسلين وان استقل العقل بثبوته أيضا إلاّ أنّه ليس استقلاله على وجه يوجب معرفته بنفسه أو ليتديّن به كما هو كذلك شرعا.
الثاني : انّ ما استقل العقل أو دل النقل على وجوب معرفته كما في الخمسة المذكورة فلا اشكال ، وما لم يدل دليل عقلا ونقلا على وجوب معرفته بالخصوص وشك فيه فقد استدل على وجوب معرفته بقوله تعالى : ( وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) (٢) ، وقوله صلوات الله عليه : « ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة الخمس » (٣) ، وكذا عمومات وجوب التفقه في الدين الشامل للمعارف بقرينة استشهاد الإمام عليهالسلام بها لوجوب النفر لمعرفة الامام بعد موت الإمام السابق ، وعمومات وجوب طلب العلم.
وفي كل منها نظر.
امّا الآية : فلأنها لو لم تكن مختصة بكون غاية الخلقة هو معرفة الله تعالى حيث انّ من المعلوم تعلق قوله تعالى : ( لِيَعْبُدُونِ ) بالله تعالى وقد فسر بالعرفان بنفسه فيبقى متعلقة بحاله فلا أقل من عدم الاطلاق لها بالنسبة إلى وجوب المعرفة
__________________
(١) وسائل الشيعة ١١ : ٤٩٢ الباب ٣٣ من ابواب الامر والنهي ، باب تحريم تسمية المهدي عليهالسلام ، الحديث ٢٣ ؛ الكافي ٢ : ٢١ باب دعائم الاسلام ، الحديث ٩ ، لكن باختلاف.
(٢) سورة الذاريات : ٥٦.
(٣) وسائل الشيعة ٣ : ٢٥ الباب ١٠ من ابواب اعداد الفرائض ، الحديث ١. لكن ليس فيه « الخمس ».