شيء من الثواب ففعل ذلك طلب قول النبي كان له ذلك وان كان النبي صلىاللهعليهوآله لم يقله ». (١)
ومنها : خبر آخر لمحمد بن مروان قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : « من بلغه من الله ففعله التماس ذلك الثواب اوتيه وان لم يكن الحديث كما بلغه ». (٢)
ومن طريق العامة : عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « من بلغه من الله فضيلة فأخذ بها وعمل بها إيمانا بالله ورجاء ثوابه أعطاه الله ذلك وان لم يكن كذلك ». (٣)
والكلام في هذه الأخبار يقع من جهتين :
الاولى : انّ البلوغ ظاهر في وصول الأمر والثواب على الفعل بالقطع أو القطعي بحيث يكون العمل معهما بداعي الأمر المحقق وأمّا وصولهما بغير العلم والعلمي فلا ، إلاّ أن يراد بلوغ الخبر بهما فلا يبعد الصدق على الخبر الضعيف ، كما ان السماع في بعض الأخبار كذلك أيضا ؛ إلاّ أنّ الأولين لو لم يكونا بالقدر المتيقن من البلوغ فلا أقل من اطلاقه لهما.
ولا وجه لرفع اليد عن هذا الاطلاق إلاّ توهم كون ظهور التماس الثواب ورجائه وطلب قول النبي صلىاللهعليهوآله في كون العمل مع عدم أمر معلوم في البين بل باحتماله قرينة على حمل البلوغ على وصول الخبر بدون طريق معتبر.
ولكنه يدفع : بعدم ظهور تلك الألفاظ في كون البلوغ بالطريق غير المعتبر أولا ، وبعدم المنافاة على فرض تسليم ظهور بعضها في ذلك كما سنشير إلى وجههما.
وتوهم : عدم القاعدة في الاخبار عن ترتب الثواب على العمل على تقدير
__________________
(١) وسائل الشيعة ١ : ٦٠ الباب ١٨ من ابواب مقدمة العبادات ، الحديث ٤.
(٢) وسائل الشيعة ١ : ٦٠ الباب ١٨ من ابواب مقدمة العبادات ، الحديث ٧ ، باختلاف.
(٣) تاريخ بغداد ٨ : ٢٩٦ ؛ عدة الداعي : ١٣.