أولا : بعدم كون كل منهما أمرا واحدا ، بل مؤلفا من الاجزاء غير المقارنة في الوجود ، فكيف يعدّ المجموع المؤلف منها أمرا واحدا؟
وثانيا : على فرض تسليم الوحدة يكون حدوث المركب بحدوث تمام اجزائه وبقائه ببقائها جميعا فكيف ذلك في الاجزاء المتصرمة غير المجتمعة؟
وملخص الجواب في نفس استصحاب بقاء اليوم والليلة لا في اثبات كون الجزء المشكوك منهما وإلاّ فالاشكال فيه باق بحاله ، ان يقال : انّه لا يخلو :
فامّا ان يقال : انّهما عبارتان عن الحركة التوسطية للشمس ، بأن يكون اليوم عبارة عن كون الشمس في قوس النهار بين المبدأ وهو نقطة الطلوع من المشرق والمنتهى وهو نقطة الغروب من المغرب ، والليل عبارة عن كون الشمس في قوس الليل بين المبدأ والمنتهى ؛ ولا يخفى انّ الحركة التوسطية شخص واحد بسيط مستمر من أول القطعة إلى آخرها ، فإذا شك في تجاوز الشمس عن كل من القطعتين فالأصل بقاء حركتها في القطعة المشكوكة فيحكم ببقاء اليوم أو الليلة بلا مسامحة لا في الموضوع ولا في البقاء كما لا يخفى.
وامّا أن يقال : انّ اليوم والليلة عبارتان عن حركة الشمس في تمام كل من القطعتين على نحو الانطباق بأن يجعل مجموع الآنات المنطبقة على مجموع مسافة القطعة أمرا واحدا ، وحيث انّ المعلوم انّ الحركة القطعية لا توجد بجميع حدودها في الخارج إلاّ موهوما ويكون الموجود منه حقيقة في الخارج في كل آن حدّ منه فلا بدّ في اجراء الاستصحاب فيه أولا من جعل المجموع أمرا واحدا ثم جعل حدوث المجموع بحدوث جزء منه ولو مسامحة ، بادّعاء كون وجود الجزء هو وجود الكل وبقائه بعدم حدوث الجزء الأخير منه أو بعدم حدوث جزء مقابله فيصدق حينئذ ـ إذا شك في تمامية اجزائه ـ انّه شك في البقاء بلا مسامحة في البقاء بعد المسامحة في جعل حدوث المجموع بحدوث أول جزء منه.