يبنون على أصالة الحقيقة في هذه الصورة تعبدا مع اجمال اللفظ. وامّا ما عن الأردبيلي (١) من العمل على أصالة الحقيقة تعبدا فالظاهر إرادته غير هذا القسم.
وأمّا القسم الأول : وهو ما كان للفظ فيه ظهور في البين فالشك في إرادة المتكلم فيه يكون :
تارة : من جهة الشك في وجود القرينة الصارفة وعدمه.
واخرى : من جهة احتمال إرادة خلاف الظاهر لحكمة داعية إلى اخفاء المراد ، مع القطع بعدم نصب القرينة في البين.
وثالثة : من جهة كلا الاحتمالين.
ويكون الظهور في الأوسط قطعيا ، وفي الطرفين ظاهريا بالنسبة إلى الصادر من المتكلم معلقا على عدم وجود قرينة صادرة من المتكلم مع كلامه وان كان قطعيا بالنسبة إلى معلوم الصدور منه كما لا يخفى.
نعم الظاهر بل المقطوع بناء العقلاء على العمل بظهور الكلام قطعيا كان أو احتماليا معلقا على عدم وجود القرينة في الصور الثلاثة ولو لم يحصل قطع بالمراد كما هو ديدنهم في مقام الاحتجاج واللجاج في المحاورات من كلّ من الموالي والعبيد بالنسبة إلى الآخر.
فتوهّم اشتراط العمل بحصول القطع بالمراد ، مخالف للسيرة المستمرة من العقلاء.
إلاّ أنّ الكلام : في انّ بناءهم في مورد الشك في احتفاف الكلام بالقرينة على عدمها أولا ثم البناء على العمل بالظهور ثانيا؟ وبعبارة اخرى : يبنون أولا على أصالة عدم القرينة احرازا لصغرى الظهور ثم يعملون به ثانيا؟
__________________
(١) لم نعثر عليه.